الجمعة، 2 يوليو 2010

ديـوان تراتيــل العشــق { أعيدينـــى إلـى وطنـــى }


أعيديني إلى وطني
إلى شعبي ومملكتي
كفى ما كان سيدتي
أعيديني
فلستُ أنا ولن أرضى ولن أقبلْ
كأنطونيو
أبيع المجدَ والتاريخَ والأوطانَ
للشفتين
في فرحٍ طفوليِّ
وأعلن طاعتي العمياء للنهدين
فى بلهٍ بدائيِّ
وعن أحضان مملكتي
بسيف العشق مُغتربًا
كأىِّ مُراهقٍ نزقٍ
بأحضان الهوى أقتلْ

أعيديني
ولا تتناثري غضبا
ولا تسَّاقطي عجبا
فهذا القلبُ قد يهوى
وقد يهفو إلى اللعب الجنونيِّ
ويتركنى 
ويركض فى سذاجتهِ
إلى نهدين شقراوين
كى يندسَّ بينهما
كعصفورٍ
يريد الدفء فى ليلٍ شتائيِّ
وقد أشتاق سيدتى
إلى عينين
سوداوين زرقاوين خضراوين
تخترقان شرياني
وتقتلعان أحزاني
وقد أشتاق سيدتي
إلى شفةٍ تراوغني
وتحملني وتسقطني
وتدنيني وتبعدني
وتنهيني لتبدأني
تمنِّيني تمزِّقني
وتبلعني كتنينٍ خرافيِّ
وقد أشتاق سيدتي
كما الأطفال
أن ألهو
ببستانٍ بلا شوكٍ ولا ألمِ

ولكن لستُ من يشتاق أو يرضى
بأن يمضي بلا ذكرى
كأحلامٍ هوتْ من قمة الأملِ
إلى وادى الخرافاتِ
وأغنيةٍ مبعثرةٍ
تلاشتْ في المسافاتِ
ومعركةٍ مُهمَّشةٍ
بتاريخ الفتوحاتِ
ولستُ أنا الذى يمضي
كفُلكٍ فوق أمواجٍ من الأحزان 
مُرتبكًا
يعاني قسوة السفرِ
وأوديةٍ مُخرَّبةٍ
بلا شمسٍ ولا قمرِ
وأوجاعٍ وغيماتٍ
بلا ظلٍّ ولا مطرِ

ولستُ أنا الذى يمضي
كقرصانٍ بلا جيشٍ ولا سفنِ
وأن أغدو بتاريخ الهوى
مومياء أشواقٍ مُحنطةٍ
بتابوتٍ من الشجنِ
وأحداثًا مُطلسمةً
خبتْ فى غفلة الزمنِ

لذا 
أرجوك سيدتي
أعيدينى إلى وطني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق