الأربعاء، 25 مايو 2011

ديوان تراتيل العشق { عجبا }



عجبا

لا تسألينى 
كيف لا أنساك ِ 
وسفينتى 
تحوى الكثير سواك ِ
لا أدَّعى شرفا ً
بقاءك ِ فى دمى
لكنها أنت ِ
و سرُّ هواك ِ
مِن ألف ليل ٍ
من زمان فراقنا 
وعلى السرير ِ
تفرَّدا نهداك ِ
عبثا ً تفتش ُ
فى النهود اظافرى
عن موطن ٍ
لا تحتويه سماك ِ
نفس الرحيق ِ
على الشفاه ِ كأنما
كل النساء ِ
شفاهها شفتاك ِ
طعم البداوة ِ 
فى النساء ِ يشدُّنى
وتشدنى أنثى
ارتقت لرؤاك ِ
يا أعذب امرأة ٍ
على خطواتها 
اهتزت سماوات ٌ
لهمس خطاك ِ
حاولت ُ
كم حاولت ُ أنسى 
إنما
فى روضة الذكرى
يظلَّ شذاك ِ
و سفينة النسيان ِ
فى ظلماتها
عجبا ً 
تغادر ُ نحو برِّ لقاك ِ

************

محمود السيد اسماعيل


الأحد، 22 مايو 2011

ديوان تراتيل العشق { مستهتر أنا }



مُستهترٌ أنا


مُستهتر ٌ أنا
أقرُّ يا فتاتى 
كما أقرُّ
أنَّ ما أهدرتهُ 
مستهترا ًعليك ِ 
و كل ما أنفقت ُ من دقائقى
و كل ما أهديت ُ
من قصائدى إليك ِ
وكل ما أسرفت ُ فى  تحضُّرى
تكرُّما ً
كالنهر فى يديك ِ
وكل كل ما ضيَّعته 
قليل ٌ من فتاتى
و كل ذكرياتنا 
بحلوها ومرِّها
بدفترى
فى هامش ٍ ضئيل ٍ
من حياتى
مغامر ٌ أنا
وكل من يغامرْ
يُعَدُّ فى بلادنا
مستهتر ٌ مُقامرْ
و كل مَن يخالف الأعراف َ
لا يُعَدُّ فى بلادنا
مناضل ٌ وثائرْ
و ربَّما يردونه قتيلا ً
و ربَّما 
عن أرضه ِ يغادرْ
و ربَّما 
مُكبَّلا ً فى صمته يهاجرْ
لذا أقرُّ يا صغيرتى
بأننى مستهتر ٌ
أقولها 
بكل مافى الأرض والسماء ِ
من لغات ِ
مَن قال 
إن الله فى السماءْ
يريدنا فى أرضه ِ 
نعاجْ
يسوقنا وباسمه ِ رُعاة ٌ
كالبيد ِ مُقفرون دون ماءْ
و شرعهمْ
لا فكر َ
لا نقاش َ
لا احتجاجْ ؟
لذا أقولها
بحق مَن أمدَّنى بروحه ِ
و شق لى ومهَّد الفجاجْ
أنا يا طفلتى
مُستهتر ٌ
و معلن ٌ بسفح كبريائى
بالرفض  ِ
للتغريب ِ
والتغييب ِ
والمشير ِ
والجلباب ِ
والقضاء ِ
و شرعة ِ التجريد ِ والسكات ِ
أقولها 
فى أوجه الطغاة ِ
أقولها
و لو فى قولها مماتى

***************

محمود السيد اسماعيل




ديوان تراتيل العشق { هل تعلمين }



هل تعلمين ؟


هل تعلمين 
يا شفيفة الستائر ِ
يا مُشتهى تعلُّقى
يا منتهى الإغراق ِ
والتشويق ِ فى تمزُّقى
يا مُمطرا ً جمالها
فى خافقى
ياغامرا ً إعصارها 
سواحلى
وصمتها مُفجر ٌ
خواطرى
و جيش كبريائها
مُسيطر ٌ
على منافذ الشعور ِ
والمعابر ِ
ونهدها مُحلِّق ٌ 
فى ناظرى
كنورس ٍ مُهاجر ِ
هل تعلمين َ
ما قضيتى ؟
هل تعلمين َ
يا رشيقة َ المشاعر ِ ؟
هل تعلمين َ
ما مصيبتى ؟
أننى 
ما كنت ُ فى عينيك ِ
غيرَ شاعر ِ

************

محمود السيد اسماعيل



ديوان تراتيل العشق { ربما }



رُبـَّــما 


أحبك ِ 
ربَّما
لكنَّ عقلى
يشدُّ على الفؤاد ِ
فلا يُصارحْ
أطوف الليل َ
مكلوما ً بشوقى
و مضطربا ً 
شريد َ الفكر ِ سارحْ
حسبت ُ الحبَّ
طيرا ً
لى يُغنِّى
فصرتُ فريسة ً
و الطيرُ جارحْ
أخبِّئُ فى جليد الصمت ِ
جمرا ً
أوارى  بالتهَجُّد ِ 
ما أبارحْ
فلا بقىَ الجليد ُ
ونار عشقى 
بجنبىَّ استشاطتْ
لا تبارحْ
فكيف أراك ِ 
كيف بلا ارتعاش ٍ
و مهرُ  النشوة ِ الظمآنُ
جامحْ ؟
لعينيك ارتداد ٌ
فى كيانى
تَشكَّل فى الشعور ِ
و فى الملامحْ 
مياه ُ الشعر ِ
لا تروى غليلى
و كيف !
وعذبهُا فى الحلق ِ مالحْ ؟
و رعد العقل ِ
يصرخ لا تكنْها
و برق القلب ِ يهمس ُ
لن أسامحْ
و ما بينى وبينك ِ
خطوتان ِ
مُحال ٌ خطْوها
إنْ لم أصالحْ
هواك ِ المُستفزُ 
و لى جراح ٌ
أداريها
و بَوْحُ العين ِ فاضحْ

*************

محمود السيد اسماعيل



الخميس، 19 مايو 2011

ديوان تراتيل العشق { البشارة }








البشارة


إذا أقسمت ُ 
بين يديك ِ أنِّى
أحبك ِ
هل بحبى تؤمنينا ؟
و هل أحتاج ُ
برهانا ً لصدقى
و مُعجزة ً 
و سُلطانا ً مُبينا ؟
أأبرئ ُ أكْمَهَـا ً
و أشقُّ بحْرا ً ؟
و أُحيى بالقصائد ِ ميتينا ؟
أشَرْط ٌ فى هواك ِ
أقوم ليلِى ؟
و يأتينى الملوك مُبايعينا ؟
و تسجد ُ لى 
شموس ُ الكون ظُهرا ً
و يركع لى الخلائق ُ
صاغرينا ؟
أنا يا حلوتى
لست ُ ابتداعا ً
من العشَّاق ِ يأبَى أن يلينا
حصانى مُسْرَج ٌ
لكنَّ سيفى
ضنين ٌ فى سمائك ِ
أن يبينا
رسول الشعر ِ فى وطنى
كذوب ٌ
و مُتَّبعوه ُ شرُّ الهالكينا 
و قانون البلاهة ِ فى بلادى
عدالته ُ تُبرِّئ ُ سارقينا
و شرعة عسكر الحكام ِ تقضى
بشرم الشيخ ِ مأوى قاتلينا
و لا عجَب ٌ 
و طنْطاوى زعيم ٌ
و لا عجَب ٌ 
و قاضينا ارتضينا
و إن يُمس ِ الغراب ُ 
حكيم َ قوْمى 
فلا عجَب ٌ 
فمِن قبل ُ ابْتُلينا
إلام َ العرش فى سبأ ٍ
سيبكى
سُليْمانا ً وبلقيسا ً 
سجينا
طرابلس استباحتها
كلاب ٌ
و لا صوتا ً سمعت ُ 
لثائرينا
و تونس لم تزل ْ 
تشكو جراحا ً
من السفَّاح شرِّ العابدينا
و اقصانا 
شبيهته ُ دمشق ٌ
و قاهرة ُ المُعزِّ 
تذلُّ فينا
و أصحاب اللحىَ
جهلا ً أشاعوا
مفاهيما ً
تضِلُّ المهتدينا 
أقاموا دون نورك َ 
يا إلهى
جدارا ً
مِن رُكام ِ الجاهلينا
كتابك حرفوا معناه ُ
يا مَنْ 
وسِعْت َ الكون َ عِلما ً
كُن مُعينا
أجِرْنا من جلابيب ٍ قصار ٍ
وسروال ٍ 
و سحْنة ِ ماكرينا
كروش ٌ فوق مائدة ِ اللئام ِ
و ميْلا ً للتألُّه ِ راغبينا
خفافيش ٌ 
إذا حلَّ الظلام ُ
و إن هلَّ الصباح ُ
مُغردينا
على الوجه ِ
ابتساماتهم سلام ٌ
و فى الأعماق ِ 
حقد الحاقدينا
بغير هدى ً 
غدوا فى كل صوْب ٍ
هداة ً 
للكتاب ِ مُفسِّرينا
و لم يسلمْ حبيبك َ
من أذاهمْ 
إنْ اسطاعوا
توَلَوْا مُفسدينا
كأن الوحى مقصور ٌ عليهمْ
و دينك َ من سواهمْ
ليس دينا
كأنَّ الدين مُختصر ٌ
بعنْ عنْ 
و نقل ٍ عن فلان ابن اللذينا
و داعيهم 
على الحقِّ ابتداء ً
و شر القول ِ قول الآخرينا
و مَنْ يعملْ بأمرك َ يا إلهى
و فكَّر َ 
كان من خَرقَ السفينا
فلا ذو العقل ِ
محمود ٌ لديهمْ
و لا لمُفكِّر ٍ بمؤيدينا
إلهى 
لا تُحكِّمْهمْ علينا
و حَكِّمْ عاقلا ً
مِن راشدينا
و هيئْ أمرَ رُشد ٍ
قد غرقنا
طويلا ً فى ظلام الظالمينا
إلهى
مثلما أغرقت َ قبلا ً
مع فرعون َ
جُندا ً فاسقينا
فأغرقْ شرَّ جند ٍ
كم أذاقوا
كؤوس الذُّلِّ أوطانى
سنينا
و حققْ فىَّ يا ربى 
جهارا ً
بشارة َ خير خلقك َ أجمعينا
و طهِّرْنا
و جهِّزْنا ليوم ٍ
نتوق إلى لقاك َ
مُجاهدينا
و ألْبِسْنَا ثيابَ العزِّ
إنَّا
بتحقيق البشارة ِ
موقنونا

**************

محمود السيد اسماعيل




الأربعاء، 11 مايو 2011

ديوان تراتيل العشق { بكائية الوجع }



 بكائية الوجع

 
 
تقول : عشقتنى
وعشقت حبى
أتهوى الحبَّ
أم تهوى العنادا ؟
حبيبى
يا منى قلبى وعينى
ألا رفقا ً بصبرٍ
قد تمادى ؟
و خلَّفنى الحنين
إليك جرحا ً
و ألزمنى
على الشوك الرُّقادا
حبيبى
ما على العشَّاق لومٌ
إذا ما الشوق
طوَّقهمْ سُهادا
حبيبى
كيف أمسى منك حبى ؟
و هل قُربا ُ أزيدُ
أم ابتعادا ؟
أسائل ُ عن هواكَ
وجمر عشقى
بأجفانى
يُوَقِّدها اتّقادا
و حين أقومُ
لا أدرى ـ إليك ـ
مُهرولة ُ أسيرُ
أم اتئادا

********

محمود السيد اسماعيل
.

السبت، 7 مايو 2011

ديوان تراتيل العشق { يا أنت ِ }


 
يا أنت ِ

لا تبدئينى 
قصة ً شرقية ً
بختامها
يتزوج الأبطال ُ
الصمت فى حرم الجمال ِ
جريمة ٌ
و جريمتى صمتى
وليس جمال ُ ؟
لا تغضبى إذ أنتشى
فقضيتى
قلب ٌ بأفلاك الهوى 
جوَّال ُ
يغتالنى وجَع ُ القصيدة ِ
خنجرا ً
فأعود حيَّا ً 
حينما أُغتال ُ
أسطورة ٌ عيناك ِ
فى محرابها
سجد الجمال ُ وسبَّح التمثال ُ
أسطورة ٌ
ببحورها مزهوَّة ً
تاهت قراصنة ٌ
و ضاع رجال ُ
محفوفة ٌ عيناك  ِ 
سحرَ نبوءة ٍ
عبَّادها كم فاخروا 
وتعالوا
موصودة ٌ أبوابها 
وشراكها 
يا ويلهم من أسرها 
الأبطال ُ
فسأكتفى بالصمت ِ
وصلا ً طفلتى
فالصمت فى ثوراته ِ
وصَّال ُ
يا أنت ِ
يا عيناك ِ حين تضمُّنى
تنتابنى فى عشقها
أحوال ُ
أمضى كأخْيل َ 
لا قلاع َ تصدُّه ُ
وتضاءلت ْ بفضائه الأهوال ُ
يا حظها طروادة ٌ
بحريقها
يا حرَّه ُ شوق الفتى القتَّال ُ
أسطورة العشاق ِ 
تطرح ُ دائما ً
نفس الجواب ِ
وفى الجواب ِ سؤال ُ
يا منتهى الغايات ِ
فيك ِ تجرُّدى
روحا تلاشى سجنُها الصلصال ُ
مُتفلِّتا ً فى البدء ِ كنت ُ
و موطنى لغتى
و مقصد ُ وجهتى رحَّال ُ
قدَرى أراك ِ
و فى ربوع حدائقى
يزهو الخريف ُ 
بخطْوه ِ يختال ُ
ذنبى وذنبك ِ
نظرتان ِ تلاقتا 
فى عالم ٍ 
فيه اللقاء ُ مُحال ُ
ذنبى وذنبك ِ
قصة ٌ مقدورها
بعضُ انفعال خواطر ٍ
و خيال ُ
قدرى أحبك ِ
ثم أجنح زاهدا ً
كمقامر ٍ 
فى مرقص ٍ يحتال ُ
قدرى أغنى للفراغ ِ
قصائدا ً
أصداؤها تجثو
علىَّ جبال ُ
قدرى رؤى ً
تسرى بغير مواكب ٍ
معراجها شعر ٌ 
و ليس يُقال ُ

***********

محمود السيد اسماعيل


الخميس، 5 مايو 2011

ديوان تراتيل العشق { إلى حمقاء }



إلى حمقاء

من أنت ِ 
يا تلك الكذوبة ُ
من بقايا معجبينى
إن كنت حقا ً 
تملكين إرادتى
هيا اهدمينى 
أنسيت ِ أنى شاعر ٌ
والشعر طوْع ٌ 
فى يمينى ؟
و لعرش مملكة الخيال
أنا المتوَّج ُ 
من سنين ِ ؟
سترين آلاف النساء ِ
إذا صعدت ِ 
إلى سفينى
ما أنت ِ إلا طفلة ٌ
أسقيتُها
بعض َ الحنين ِ
وسكبت ُ عطفى 
فى سخاء ٍ
فوق قلب ٍ مُستكين ِ
هل ذا ثواب مروءتى
تتسلَّلين إلى عرينى ؟
و لأجل وهم ٍ خادع ٍ
تتآمرين 
لتخلعينى ؟
ووراء أقنعة البراءة ِ
تختفين لتذبحينى ؟
حمقاء ُ 
تلك صغيرتى 
من غرَّها منِّى سكونى
حمقاء ُ 
أنت صغيرتى
لن تقدرى أن تطعنينى
و لأجل حمقك طفلتى
مرحى
فهيا واجهينى
أنت ِ التى بدأ الغواية َ
فلتكونى ما تكونى
دميتى أنت  ِ
و انت ِ 
بعض خلْق ٍ 
من جنونى
انزعى عنك ِ القناع َ
و ذاك عرشى
قاتلينى
كى أدمِّر َ فيك ِ غولا ً
كم تغذَّى من يقينى
لست ِ جرحا ً فى جبينى
لست ِ شيئا ً 
صدّقينى

*************

محمود السيد اسماعيل




الاثنين، 2 مايو 2011

تراتيل العشق{ ألم الفراق }




لو فى الفراق صغيرتى
متعة ْ
فأرى اللقا بعد الرجا
أمتعْ
لو نشتكى حين اللقا
ألما ً
ألم الفراق بجرحنا
أوجع ْ

*****

محمود السيد اسماعيل

الأحد، 1 مايو 2011

تراتيل العشق { الكون للشعراء }



الكون للشعراء

يا أيها الولد الذى عشق َ
رفقا ً بقلب ٍ ليس منعتقا
ما بال عشقك جامح ٌ نزق ٌ
لو زدت زاد الجرح وانفتق َ
هدِّئ خطاك ولا تكن شغفا ً
كن بلبلا ً من أسره انطلق َ
واصدح بحلو غناك لا أسفا ً
عش مانحا ً بهواك لا نفِقا
كل النساء بلا مفاضلة ٍ
يعشقن قلبا ً ليس منغلقا
كل النساء بشعرنا هوسا ً
مفتونة ٌ كذبا ً وإن صدق َ
فاقنع من الأزهار ما نثرت ْ
عطرا ً ولا تستمطر الغدق َ

لو أن مجنونا ً أخاطبهُ
فأنا الأجنُّ وسائل الغسقَ
يخبرْك َ عن صقر ٍ بلا وطنٍ
سكن الرياح مُحلِّقا ً ألِقا
دانت له الأرواح ُ طائعةًً
حصد القلوب َ ترفُّعا وثِقا
فارقد قرير الجرح مبتهجاً
قلبى وقلبك ها هنا افترقا
ما الأسر للشعراء محتمل ٌ
  فالكون للشعراء قد خُلقا

**********

محمود السيد اسماعيل