البشارة
إذا أقسمت ُ
بين يديك ِ أنِّى
أحبك ِ
هل بحبى تؤمنينا ؟
و هل أحتاج ُ
برهانا ً لصدقى
و مُعجزة ً
و سُلطانا ً مُبينا ؟
أأبرئ ُ أكْمَهَـا ً
و أشقُّ بحْرا ً ؟
و أُحيى بالقصائد ِ ميتينا ؟
أشَرْط ٌ فى هواك ِ
أقوم ليلِى ؟
و يأتينى الملوك مُبايعينا ؟
و تسجد ُ لى
شموس ُ الكون ظُهرا ً
و يركع لى الخلائق ُ
صاغرينا ؟
أنا يا حلوتى
لست ُ ابتداعا ً
من العشَّاق ِ يأبَى أن يلينا
حصانى مُسْرَج ٌ
لكنَّ سيفى
ضنين ٌ فى سمائك ِ
أن يبينا
رسول الشعر ِ فى وطنى
كذوب ٌ
و مُتَّبعوه ُ شرُّ الهالكينا
و قانون البلاهة ِ فى بلادى
عدالته ُ تُبرِّئ ُ سارقينا
و شرعة عسكر الحكام ِ تقضى
بشرم الشيخ ِ مأوى قاتلينا
و لا عجَب ٌ
و طنْطاوى زعيم ٌ
و لا عجَب ٌ
و قاضينا ارتضينا
و إن يُمس ِ الغراب ُ
حكيم َ قوْمى
فلا عجَب ٌ
فمِن قبل ُ ابْتُلينا
إلام َ العرش فى سبأ ٍ
سيبكى
سُليْمانا ً وبلقيسا ً
سجينا
طرابلس استباحتها
كلاب ٌ
و لا صوتا ً سمعت ُ
لثائرينا
و تونس لم تزل ْ
تشكو جراحا ً
من السفَّاح شرِّ العابدينا
و اقصانا
شبيهته ُ دمشق ٌ
و قاهرة ُ المُعزِّ
تذلُّ فينا
و أصحاب اللحىَ
جهلا ً أشاعوا
مفاهيما ً
تضِلُّ المهتدينا
أقاموا دون نورك َ
يا إلهى
جدارا ً
مِن رُكام ِ الجاهلينا
كتابك حرفوا معناه ُ
يا مَنْ
وسِعْت َ الكون َ عِلما ً
كُن مُعينا
أجِرْنا من جلابيب ٍ قصار ٍ
وسروال ٍ
و سحْنة ِ ماكرينا
كروش ٌ فوق مائدة ِ اللئام ِ
و ميْلا ً للتألُّه ِ راغبينا
خفافيش ٌ
إذا حلَّ الظلام ُ
و إن هلَّ الصباح ُ
مُغردينا
على الوجه ِ
ابتساماتهم سلام ٌ
و فى الأعماق ِ
حقد الحاقدينا
بغير هدى ً
غدوا فى كل صوْب ٍ
هداة ً
للكتاب ِ مُفسِّرينا
و لم يسلمْ حبيبك َ
من أذاهمْ
إنْ اسطاعوا
توَلَوْا مُفسدينا
كأن الوحى مقصور ٌ عليهمْ
و دينك َ من سواهمْ
ليس دينا
كأنَّ الدين مُختصر ٌ
بعنْ عنْ
و نقل ٍ عن فلان ابن اللذينا
و داعيهم
على الحقِّ ابتداء ً
و شر القول ِ قول الآخرينا
و مَنْ يعملْ بأمرك َ يا إلهى
و فكَّر َ
كان من خَرقَ السفينا
فلا ذو العقل ِ
محمود ٌ لديهمْ
و لا لمُفكِّر ٍ بمؤيدينا
إلهى
لا تُحكِّمْهمْ علينا
و حَكِّمْ عاقلا ً
مِن راشدينا
و هيئْ أمرَ رُشد ٍ
قد غرقنا
طويلا ً فى ظلام الظالمينا
إلهى
مثلما أغرقت َ قبلا ً
مع فرعون َ
جُندا ً فاسقينا
فأغرقْ شرَّ جند ٍ
كم أذاقوا
كؤوس الذُّلِّ أوطانى
سنينا
و حققْ فىَّ يا ربى
جهارا ً
بشارة َ خير خلقك َ أجمعينا
و طهِّرْنا
و جهِّزْنا ليوم ٍ
نتوق إلى لقاك َ
مُجاهدينا
و ألْبِسْنَا ثيابَ العزِّ
إنَّا
بتحقيق البشارة ِ
موقنونا
**************
محمود السيد اسماعيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق