السبت، 28 أبريل 2012

ألف وجه للبكاء



للقصيدة ألف وجه للبكاءْ
للمعرِّى أن يكون أبا العلاءْ

لى فضاء الكون مُرتحَلًا و فى
رَقْصى على شوك المواجع لى انتشاءْ

لابن رُشدٍ أن يُسافرَ راكبًا
معراجَ رُوحى راحلًا نحو البقاءْ

فاغلقوا أبوابكم دونى و صمُّوا
لابن رُشدٍ ألف بابٍ للسماءْ
.....
للقصيدة أن تغنِّى لحنَ أوجاعى
بأرضٍ دون أرض الأنبياءْ

للنخيل بأرض بابل أن يراقصها
و لابن الحزن تبقى كربلاءْ

للأميرة أن تُعَرِّى فى بلاط القصر
ساقيها و ينكشفَ الوعاءْ

هل سيُبكيم دوىُّ سقوطها
 أم ستغتالون فى الروح الغناءْ
.....
حيث تحتلُّون من صدرى هنا
وادٍ به نخلٌ و أعنابٌ وماءْ

فازرعوا قمحًا و زيتونًا لأطفالى
و بعضَ الشعر يكفى للنساءْ

و استريحوا فى الظهيرة سامروا 
الزوجات والتحفوا بساعاتٍ بطاءْ

واعصروا خمرى وخلُّو فوق رأسى

التمرَ للطير المسافر فى الهواءْ

******

محمود السيد إسماعيل
ـــــ

الجمعة، 27 أبريل 2012



لا يحتوى ماءين نهرٌ واحدٌ

كيف احتويتِ أجاجَهُ و العذْبا ؟


كيف استوى فيكِ الحنينُ و قسوةٌ
عند اللقاء تصبُّ وجهكِ صبَّا ؟


لا تُمطرى الصحراء حتى إنْ ربتُ
والعشب جمَّلها حرقتِ العُشبا


لستُ ابنَ عشق الأمس إنِّى رافضٌّ
عشقًا يؤرجح فى رؤاهُ القلبَا


*******


محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق




على شفتين مجهدتين
ظلَّتْ فى تُعبُّدِها


أميلُ تميلُ ذابتْ
ذبتُ و الأشعار فى يدِها


و قالت قلتُ قال الشعرُ
ضاع الأمسُ فى غدِها


*****


محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق


أنا بينى و أهل الكهف
ثمَّ قرابةٌ و دماءْ


كلانا فرَّ مُختبئًا 
بما يخشى من الأعداءْ


و ناموا هم  و عُدتُ أنا
و تلك بسالةُ الشعراءْ


*****


محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق




بعمق الجُبِّ أسرارى
و نورى كاشف الملكوتْ


و سُكرى لذة الشفتين
حين أذوقها فأموتْ


عزيرٌ ذاق لذَّتها
كيونسَ فى ظلام الحوتْ


****


محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــــ

الأربعاء، 25 أبريل 2012

يا أجمل الملكات


صُبِّي على جِذْعِي
زُجاجاتِ النبيذ
و راقبي في نشوتي إنباتي

و إذا تَفتَّقتْ السطورُ
بزهرةٍ
مُدِّي عليها الظلَّ
من كلماتي


لا شيء
يختصرُ المسافة بيننا
غيرُ الغياب
بحضرةِ السكراتِ


لا شىء
يشبهنا بِأرض قصائدي
غيرُ انسحاق الشمس
فى الطرقاتِ

إنِّي مُقيَّدَةٌ خطاهُ
فحَرِّري بالحبِّ قَيدي
واطلقي خطواتي 


قلبي على ظهر الوجود
مسافرٌ 
نحو البعيد
وزادُهُ شطحاتي

لا تسألي عن الخيال
فإنني
لا تُدْرَكنْ بحصانِه قفزاتي

هل يستجيب الليلُ
دعوةَ عاشقٍ
لقضاء أمسيةٍ بلا نزواتِ ؟

ضمِّى بعينيكِ
ارتعاشةََ تائهٍ
في غابة الأشعارِ
من سنواتِ

نوديتُ من واديكِ
جئتُ مُلبِّيًا
وخلعتُ تصديقًا لذَاتكِ
ذاتي
متجاوزًا فيكِ المسافةََ 
و الرؤى
مُتشَوِّقًا يا أجملَ الملكاتِ





على بُعدِ قوسين
من مرماكِ يا أسما وقفتُ


على بُعد حُزنين
فى الأحلام  مُضطرًا صحوتُ


على بُعد لا شىء
فى مشهد الذبح منتشيًا رقصتُ


******


محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــــ

الثلاثاء، 24 أبريل 2012






عذرًا
ــــــــ


هارون
جئتُ إلى بلاطكَ حافيًا
أشكو إليك هزيمةَ الشعراءِ


فى كل جُحرٍ
أفرغوا نزواتهم
فغدَوا أراجيزًا بغير رداءِ


مُسِخوا دُمىً خشبيةً
و خيوطها
متشابكاتٌ فى يدٍ عمياءِ


كدنا نُحاكِم شاعرًا
فى عصركمْ
سفكَ القصيدَ بساحة الأمراءِ


ما بالُنا
والشعر أصبح خرقةً
ملقىً على الطرقات للسفهاءِ ؟


يا ابن الرشيدِ
إذا نظرت لحالنا
لعرفتَ أنَّكَ لم تَجُدْ بعطاءِ


شعراؤكم كالأنبياء
و ها هنا
شعراؤنا نقشٌ بنعل حذاءِ


يتزاحمون 
يُمثِّلون
و يرقصون
تَسوُّلًا لإشارة استرضاءِ


سكروا
فضاع العرش
و اغتصب القصيدَ أراذلٌ
من فاقة الجهلاءِ


تركوا مواقعهم
و كان عدوهم مُتربصًا
هُزموا بغير عناءِ


يا مُنصفَ الشعراء
قلعتنا هوتْ
و الحصن أمسى مرتعَ الغرباءِ


خربتْ نوادى شعرنا
و هياكلٌ
و البَغْىُ أعمل حقدَهُ بغباءِ


فى كلِّ ناصيةٍ
تقافز مدعٍ يحسو تراب القولِ
فى خُيلاءِ


و أميرةٌ عربيةٌ بنهودها
و نقودها
داستْ على الشرفاءِ


مأساتنا تُبكى الموات
و حيُّنا
لم يقشعِّرْ برعشة استحياءِ


عذرًا
لمن لم يقترفْ بقصيدهِ
جُرمًا 
و عذر السادة الأدباءِ


يا آخر الخلفاء
كيف نعيدهُ
شعرًا يليق بآخر الخلفاءِ ؟


******


محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق


يكون الحزن أحيانًا
و أحيانًا يكون الفرحْ

يموج القلب بالنشوى
و فى القاع استقرَّ الملحْ

إذا اجتمعا فلا تسألْ
فأحيانًا يضلُّ الشرحْ

****

محمود السيد إسماعيل

الاثنين، 23 أبريل 2012

تراتيل العشق




بمنتجع الرؤى فى الروح
ثَمَّ إجابةٌ لسؤالْ


و أوديةٌ مُمهَّدةٌ
و غاباتٌ و ثَمَّ جبالْ


و لافتةٌ بخطِّ يدٍ
عليها .. كنْ بأفضل حالْ


****


محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق ( عروس البحر )


ذهبتْ لموعدها البديل
فأبدلتْ بالقلب شمسَ الشوقِ
شمسَ المستحيلْ

مرَّتْ بنافذة الحياة كنسمةٍ
لا تنتمى للأرضِ
أو عطر الفصولْ


جاءتْ عروس البحر
كم راقصتُها
ليلًا على إيقاع أحلامى الجميلْ

هزَّتْ ستائر وحدتى

و تراجعتْ
يا ليتنى لم أصح من نومى الطويلْ

يمضى قطار الحلم
يقصد وجهةً لا تنتهى
و عليه أدمنتُ الرحيلْ

لا القلب موجوعًا بفقد حبيبةٍ
يبكى
و لا أسِفًا على فقد الوصولْ

سيَّان فى وجعى أسافر ظامئًا
أو فى رياض العشقٍ و الظلِّ الظليلْ


 
*****

محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــــ

الأحد، 22 أبريل 2012

تراتيل العشق




بعينكِ ألفُ مقصلةٍ
بلا قاضٍ و لا شاهدْ


لقلبكِ ليلهُ البحرىُّ
لهفةُ موجهِ الساجدْ


لروحك أنْ تنام الآن
فى ترنيمة العابدْ


*****


محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق


أنا ما زلتُ مُتكئًا
على جذع انفعالاتى


بكارة فكرتى وهمٌ
تلاشى فى خيالاتى


و عرس قصائدى وجعٌ
تحطَّم فى كتاباتى


****


محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــ

السبت، 21 أبريل 2012

تراتيل العشق

و عادت بعد رحلتها
بمعطف عشقها الوردىّْ

وملء عيونها شغفٌ
لزلزلة الثوابت فىّْ

كأنَّ الربَّ أخَّرها
لختم كتابه الكونىّْ

****

محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق



يظن الخائنون لطهر ليلَى
بأنَّ الصبح أوشك أن يموتا

و أنَّ بباب خندقهم كلابًا
ستمنعهم و تلقمنا السكوتا

يظن الغادرون و فى دمانا
يمدُّ النور أزرعهُ ثبوتا

فقل لعساكر المخلوع إنّا
بمقربةٍ و نوشكُ أنْ نفوتا

*******

محمود السيد إسماعيل

تراتيل العشق


إذا ما أطلقتْ فى القلب
سهمًا صائبًا ضحكتْ


و ظلَّتْ ترقب الدمعات
فى عينىّ هل نضجتْ


و لمَّا عاودتُ رَمْيىِ
تراخى قوسها فبكتْ


*****


محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق




لكُم فى العشقِ أشعارٌ
و لى فى الشعر عُشَّاقُ


لكُم ألحان قافيةٍ
و لى فى البحر إغراقُ


عليكم تُشرقُ الكلماتُ
لى الإشراق يشتاقُ


****


محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق


سألقى اللهَ مبتسمًا
لأنَّ الله عارفُنى


و يعرف كم أمانعها
و عنِّى كم تراودنى


و رغم قميصىَ المقدودِ
من قُبُلٍ فقابِلُنى


****


محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق


سأُسقطُ آخرَ الأمطار
فاهتزِّى لأمطارى


و كونى آخر الأزهارِ
و الأولى بأشعارى


و إنْ نُبِّئتِ عن سفَرى
فقولى لم يزلْ جارى


****


محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق




سأخطو آخرَ الخطوات
نحو فضائك المجهولْ


سأحرقُ آخر الكلمات
أُغرقُ خلفىَ الأسطولْ


ففى عينيكِ معركتى
و سيْفى عشقىَ المسلولْ


****


محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق



يقول الشاعر المجنون
ويح كتابة الأشعارْ


إذا لم تجتذبْ أنثى
بنهديها تفور النارْ


فما جدوى السفين إذًا
بلا بحرٍ ولا بحَّارْ ؟


****


محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــــ

الخميس، 19 أبريل 2012

تراتيل العشق



هنا فى الركن عصفورٌ
على غصن الرؤى انتفضا


و طائر عشقك الأبدىّ
ينقضُ عُشَّهُ نقْضَا


يرى العصفورَ مُتهمًا
أضاع النفْلَ و الفرضا


*****


محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق



تعالَىْ و ارشفى وجَعى
و صُبِّى فى دمى وَجَعا


و ذوقى لذَّةَ العرفان
من نبضى الذى ارتفعا


نذوب بلحن قافيةٍ
كقنديلين و اندلَعا


*****


محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق



أملُّ الصبرَ أحيانًا
و احيانًا يضيقُ الصبرْ


أُضىءُ بِليلَ أحزانى
و فى ورقى يضىءُ الحبرْ


ملأت صحائفى شعرًا
لِيُؤنسَ وحدتى فى القبرْ


******


محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــ

الاثنين، 16 أبريل 2012

تراتيل العشق





أتى الطوفانُ يا أسماءُ
قبل أوانهِ بقليلْ


و لم أُنجزْ بناء الفُلكِ
لستُ مُؤيَدًا بدليلْ


فكيف يجيىءُ قرآنٌ
إذا لم ينزل الإنجيلْ


****


محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق



أشارت لى على عَجَلٍ
فكان لقاءنا المصعدْ


و كانت قُبلةُ التأهيلِ
معراجًا لما أبعَدْ


و منذ النشوة الأولى
هبطنا الأرضَ لم نصعدْ


****


محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق



تُطالعنى بعينيها
كأنِّى صفحةٌ تُتلَى


تُطوقنى ذراعاها
كامٍّ تحتوى طفلا


و تلثمنى على شفتى
فتُنبتُ فى فمى فُلاَّ


****


محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــــــــ

السبت، 14 أبريل 2012

تراتيل العشق



بشاطئها بناصيةِ الرُؤى 
معقودة الأفكارْ


و عند الجدب فى رَحمِ السماءِ
تُوَلَّدُ الأمطارْ


و من جلدِ الطواغيتِ الظلامِ
سَيشرقُ الثوَّارْ 


*****


محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق



تمرُّ سحابةٌ بالنهرِ
تُسقطُ قبلةً فيهِ


يفيض الشوق بالجنباتِ
فى أسمى تجَلِّيهِ


و ترسل قبلةً أخرى
لتُغرقَهُ فتُحييهِ


****


محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق




بقاع الجُبِّ جاء الحقدُ
يلقى كنزَهُ للماءْ


و كان السجنُ
و السجَّانُ عشقَ أميرةٍ حسناءْ


و كان المُلكُ موصولًا
برؤيا فاقةٍ و بلاءْ


****


محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق





تقاطر من سحاب الهمسِ
فيضٌ من رؤىً وخيالْ


و حين نظرتُ فى ذاتى
تجلَّى العشق فى التمثالْ


و سال النبض فى قلبى
و قرَّتْ فى العيون أمالْ


*****


محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق





أنا يا طفلتى وجعٌ
على ساقين لا أكثرْ


مدادُ قصائدى خمرٌ
و كأس الشعر لا تُسكرْ


و خمرُ الحبِّ مُسكرةٌ
و قلبى منه يستكثرْ


*****


محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق



بمعطف صمتكِ الوردىِّ
آلاءٌ من الهمَساتْ


و فوق أريكتى العذراءِ
أنتِ و صُحبةُ الساعاتْ


يمرُّ قطاركِ اليومىُّ
ينثر فى دمى الكلماتْ


*****


محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــــــــ

الخميس، 12 أبريل 2012

تراتيل العشق ( ياابن السحاب )



لماذا أجاريكَ
يا ابن السحابِ
و فى الروح منكَ اشتعالُ الصدىَ ؟

لماذا أُغنِّيكَ
و المعطياتُ تُحَرِّقُ فى القلبِ
ما أنشَدَا ؟

أنا اليوم أُعلنُها صرخةً
لأسْتَلَّ صوتى الذى أُغْمِدَا

برىءٌ أنا منكَ
من لُعبةٍ على شاطئيكَ
بحجم الرَّدَى

أمَا قد شبعتَ
و فى كل عامٍ لكَ التضحياتُ
و فيكَ الفِدَا ؟

أكلتَ البكارى
من الأمنياتِ
و ما عدتَ بالخصبِ تُعطى يدَا

و ما عدتَ أنشودةً للبقاءِ
وفقركَ فى الوجهِ
ذُلَّاً بَدَا

لماذا أُغنِّيكَ
يا واهبَ القلبِ
عُقمَ المشاعر إنْ ردَّدا ؟

و يا مُرسلَ الخوف
نحو القُرى
و جندِ الظلام بطول المدَى

تماديتَ يا قاهرَ الجدبِ
حتى منعتَ عن الزرعِ
قطرَ الندَى

و أدمنتَ وهمَكَ
يا سابحًا بلا غايةٍ
فأضعتَ الغدَا

تحَجَّرْتَ يا سيِّدَ الأولين
و يا مُنتهى الخير
و المُبتدى

و شِخْتَ إلى أنْ رمتْكَ الأغانى
و ذئبُ المشيبِ
عليك اعتدَى

و أبناؤكَ المُصطفَوْن
الأفاعِى الأكابرُ
لم يُنجبوا سيِّدَا

******

محمود السيد إسماعيل

الثلاثاء، 10 أبريل 2012

تراتيل العشق



مُبعثرةٌ خُطى قلبى
أحاول جمعها فتضيعْ

و تنكر صُحبتى الطرقات
باعتْنى و سوف تبيعْ

و ما أدركتهُ أنَّا
بقايا من فتات ربيعْ

*****

محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق



سأُلقى قُبلةً بيضاءَ
فى الغمَّازتيْن

 فإنْ ضحكتْ و سال الشوقُ
بين الرافديْن

سأُلقى قُبلةً حمراءَ
فيما بيْن بيْن

*****

محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق



أصوم  الدهرَ إلَّا عنكِ
و الأشعارِ يا أسماءْ

أصلِّى الخمسَ ثم أقوم
ليلِى عاشقًا بكَّاءْ

و حلْمى حجَّةٌ كُبرىَ
لكعبة سيِّد الشهداءْ

*****

محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق



يقول البحرُ يا أسماءُ
و الأنهارُ و الشجرُ

بصوتكِ منبعٌ للشعرِ
أجرى عَذْبَهُ القدَرُ

و فى شفتيكِ مِحرابٌ
بهِ الزَلَّاتُ تُغتَفَرُ

****

محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــــ

الاثنين، 9 أبريل 2012

تراتيل العشق


يضيع العام تلو العامِ
و الماضى هو الحاضرْ

و نفس تَعثُّرِ الأحلامِ

فى بطن الرؤى العاقرْ

خلعنا خرقةَ الماضى

لنلبسَ ( خَيْرت الشاطرْ )

*****

محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق



..
سيشتعل العشبُ
عمَّا قليلْ
و يسقطُ تحت التراب
النخيلْ


و ترتبك الأفلاك
فى سيرها
و يخرج من كهفهِ
المستحيلْ


سنمضى سراعًا
لميقاتنا
و لن يحتوى الجرحَ
حلمٌ بديلْ


فلن يعرجَ الصمتُ
بالأمنياتِ
و لن يحرزَ النصرَ
نبضٌ قتيلْ


و إنُ كان لِلْلَّيْل
أنُ ينجلى
فلابد من نزع هذا
الفتيلْ


*****


محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــ

الجمعة، 6 أبريل 2012

تراتيل العشق ( عناق )




تكوَّرتْ الأرضُ
فى ناهديها
و أعلن بركانها الإنعتاقْ

و أضحتْ لها الشمسُ
جاريةً
و أفشى لها الليلُ
سرَّ العناقْ

تُغنِّى لها الريحُ
أنشودةَ المزجِ
بين البكاء و تمْر العراقْ

على خصرها
رقصةُ الموتِ
فى سيرها ثورةٌ لا تُطاقْ

و همَّتْ
و قد مزَّقتْ ثوبها
و برهان قلبى
استحال التصاقْ

و أخرجتْ الأرضُ
أثقالها
و مُدَّتْ و ألقتْ
لبدء انشقاقْ

و لمَّا أفقنا
على هِزَّة الوقتِ
مالت تُقبِّلُنى
فى اشتياقْ

و قالتْ غدًا
إنْ تحدَّثْتَ عنِّى
سيُخبرْكَ أمرى جميعُ الرفاقْ

*******
محمود السيد إسماعيل
ـــــــ 

تراتيل العشق ( لقاء )



لقاء 
ــــــ


قالت 
و قد ألقتْ حقيبتَها
فى المقعد الخلفىِّ
و استلقتْ


أطفئْ مُحَرِّكَها و أَشْعِلْنى
و بعينها
نار الهوى استعرَتْ


مدَّتْ جناحيها
تُعانقنى
و بقبلةٍ قالت
و ما اختصرتْ


مالتْ على صدرى
تُفتِّشُهُ
و تعدُّ نبض القلب
ثمَّ هوَتْ


كادت أظافرها تُمزِّقُنى
بسعارها نشوى
و ما شبعتْ


و رأيتُ شمسًا
تاه مشرقُها
و مجرةً لشموسها ابتلعَتْ


و رأيتُنى مُلقىً
على جسَدٍ
نظارتى من سحرِهِ
فزِعَتْ


تحتلُّهُا أفعى
تُخدِّرُنى
ثم استوتْ
تمتَصُّ ما افترستْ


فى لحظةٍ
غامَتْ ملامِحُها
قالت أحبُّكَ
قلتُ ها
ابتسمَتْ


نظرتْ إلى المرآةِ
فى عَجَلٍ
و المقعدِ الخلفىِّ
و انصرفَتْ


******


محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــــــِ

الخميس، 5 أبريل 2012

تراتيل العشق



قرأتُ بصفحة العينين
ما أدركتُ شيئًا ما


و أنِّى كلَّما أبحرتُ
ما أحصيتُها عِلمَا


فقولى أنتِ مَن أنتِ ؟
و كيف أتيتِ يا أسما


****


محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق



دخلتُ مدينةَ العشاقِ
مستخفٍ بها ضَيْفا

مكثتُ بها لأعوامٍ
أحلتُ شتاءها صَيْفا

و لمَّا خِلتُها مِلكى
فررتُ بوحدتى خَوْفا

******

محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــــــ

تراتيل العشق



ركبتُ البحر فى شفتيكِ
أطوىِ موجَهُ طَيَّا


و لمَّا حُوصرتْ سُفنى
و صار المَوتُ حتميَّا


دخلتُ جزيرة النهدين
عُدتُ بفضلها حَيَّا


****


محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــــــــ

الاثنين، 2 أبريل 2012

تراتيل العشق


ما تيَسَّر من ....
تراتيل العشق
ـــــــــــــــــــ


.....

سأنشىءُ جنةً للحبِّ
مكتوبٌ على الأبوابْ

بها عينان من وَلَهٍ
و غسلٌ باردٌ و شرابْ

و شِعرٌ خمرهُ حلْوٌ
و مقصورٌ على الأحبابْ

......

أخوضُ البحرَ فى عينيكِ
مجترءًا فلستُ أخافْ

أنا البحَّارُ يا أسما
سفينى الحبُّ و المجدافْ

سِمانٌ كل أحلامى
و شِعرى ليس فيه عجافْ

..........

حملتكَ بين أحضانى
سبَحتُ مخاطرًا فى اليمْ

أنا التابوت يا موسى
أتذكرنى ؟ و هل تهتمْ ؟

فمَنْ أنجيتَهم عادوا
و عاثوا فى الديار و كمْ

........

أعضُّ عليكَ من غَيْظى
فلا يا إصبعى تفْزعْ

تُطاوعُ غضبتى سِنِّى
فكنْ يا صاحبى أطْوَعْ

تَولَّى أمرَنا قَدَرٌ
مِن الأحزان لا يَشبَعْ

.....

سأضربُ تارةً أخرى
برأسى فى أشدِّ جدارْ

أنا مَن بعتهم قدرى
فكانوا أسفل التجارْ

سماسرةٌ بلا شرفٍ
بضاعتهم هوىً وخُوَارْ

.....

أنا يا صاحبى وطنٌ
مُشوَّهةٌ ملامحُهُ

و نيلٌ لم يعدْ عذبًا
فأحزانى تُمَلِّحُهُ

و جِذعٌ جفَّ أخضّرُهُ
فقلْ لى كيف تُفلِحُهُ ؟

......

على أبوابها أرَقٌ
و حرَّاسٌ بغير سلاحْ

و ليلٌ ما لهُ قمرٌ
و شمسٌ عاقرٌ و نواحُ

و دارٌ ليس يسكنها
سوى جمعٍ من الأشباحْ

.....

عليك تحطُّ أحلامٌ
و ترحل عنكَ لا تشفيكْ

و نَفْسُ البنت لم تبرحْ
بمسكنها الذى يبقيكْ

و نَفْسُ الجرح لم يبرأْ
و طير الشوق يأكلُ فيكْ

.....

يقول الفارسُ المهزومُ
لمَّا عاود الكَرَّهْ

و لم يظفرْ بما يرضيهِ
مِن صيدٍ و لا مَرَّه

لعلَّ النحسَ فى فرسى
فعاودَ راكبًا غيرَهْ

....

أسيرُ الضمةِ الأُولى
لنهدٍ قاربَ العشرينْ

و كنتُ ابنَ انفلاتاتى
صبيّـًا غارقًا فى اللِّينْ

و ما زالت بنشوتها
تُرافقنى إلى الخمسينْ

....

على شُرُفات أحزانى
تنَزَّلَ طيفها بالسلمْ

و أغنيةٍ بناى القلب
تفتح مُدخلًا للحلمْ

و فى لحظات نشوتنا
برُوحَينا تلاشى الغيمْ

.....

أنا ابنُ التسعِ آياتٍ
و بيِّنَـتى بنهر النيلْ

و قلبى خِرقةُ البردِى
و سَعْفٌ من جريد نخيلْ

مِدادى الآيةُ الكبرى
و مِشكاتى من التنزيلْ

.....

سأُنزل آيةً أخرى
تضىء بسحرها الآياتْ

و تبطلُ كل ما صنعوا
ويلقفُ صدقُها الحياتْ

سأضرب بالعصى بحراً
فينفلقُ الدُجى طرقاتْ

....

تمرُّ علىَّ كل صباحِ
مثل أميرة الأربابْ

تُوزِّع خبزَها الروحىَّ
للجَوْعَى من الأحبابْ

تسوقُ الشِعرَ لى مطرًا
و ترزقنى بغير حسابْ

.....

رأيتُ حبيبتى فى النهر
تسبح فى ضفائرِها

كلؤلؤةٍ بحجم الكون
تخطف عينَ ناظرِها

همَمتُ بلمسها ذابتْ
لأغرق فى دوائرِها

....

و قالت هل تلاقينا
هناك وهل تعارفنا ؟

و هل كانت لنا دارٌ
هناك وهل تعانقنا ؟

فقلتُ سكرتِ من روحى
و شئتُ فكان ما شئنا

....

تقول بكم تبيع رفاتِ
هذا القلب للشارى ؟

ليصبحَ دفترَ الأشعارِ
مِثقالًا بدينارِ

فقلتُ مَعاذ أنْ أحيا
بلا قلبى و أشعارى

.....

لها عينان مذهلتان
أوركيديةُ الطَلَّهْ

تنام بشَعرها الأحلام
أطفالًا بلا حُلَّهْ

و لى قلبٌ يفارقنى
إليها كلَّما ولَّهْ

.....

أرتِّلُ آىَ أشواقى
بلا سأَمٍ و لا نصَبِ

و لى فى الضفة الأخرى
جنانٌ طرْحُها تعبى

و أنهارٌ بطعم الصبر
غدَّاقٌ بلا سُحبِ

....

أنا و العشق لؤلؤتان
فى عِقد الرؤى المفقودْ

و أنتِ القبلةُ الأولى
نُوَلِّى شَطرها و نعودْ

أظلُّ إليك متجهاً
و أشعارى بغير سجودْ

.....

بألف طريقةٍ أخرى
سأعرُج للسماء أبىّْ

سأخرقُ فُلكَ أحزانى
و أقتلُ ألفَ ألفِ صبىّْ

أقيمُ جدارَ أحلامى
و إنْ بخلتْ بقلب نبىّْ

.....

على إيقاع ضحكتها
و مشيتها الفراغ اختلّْ

و ضاءت فانتشى قلبى
بمقدم جيشها المحتلّْ

ذبيحٌ ـ و الهوى قدرٌ ـ
لسكين الهوى قد تَلّْ

.....

بطول الشارع الممتد
من عينى لعينيها

و فوق رصيف أشواقى
و تحت ظلال كفَّيها

أقمت موائدًا للحبِّ
فى ساحات نهديها

.....

بحقِّ النور فى قلبى
و ما فى الروح أضرمتِ

لأنسلخنَّ من جسدى
ليسكنَ كهفَهُ صمتى

و أسكنَ جوف أغنيةٍ
تكون حروفها أنتِ

.....

و قالت هِئتُ يا شَغَفى
فقال لربِّهِ إلَّا

و قالت نسوةٌ أكْبَرنَهُ
قمرٌ إذا طلَّا

و قالوا ضلَّ بالإغواء
قال قميصُهُ كلَّا

.....

إذا قالت يقوم الشعر
رَكْضًا فى معانيها

و تهمس فى خواطرهِ
فيشرد فى ضواحيها

و قلب الشاعر المسكين
يحلم لو يدانيها

.....

بعينيها يجىء الفجر
مثل الطفل حين يجىءْ

يضىء فراشها همساً
بنورٍ ناعمٍ و بطىءْ

تُرى لو طرف إصبعها
بليلٍ حالكٍ سيضىءْ

.....

إذا مرَّتْ على جسدى
أذاب الملحَ ماءُ النبعْ

أعود للحظة الميلاد
منتشياً بهذا الوضعْ

يظل الغيثُ مُنهمراً
على روحى ليالٍ سبعْ

.....

بغار الشعر يا أسماءُ
شاء العشق أنْ أصبأْ

و كل جوارحى بكرٌ
و قلبٌ بعدُ ما أخطأْ

أنا الأمىُّ فى لغة الغرامِ
فكيف لى أقرأْ ؟

.....

بشاطئك الرحيب أقمتُ
لا خوفٌ ولا أرقُ

و من شفتيك قَطْرُ الشعر
يعشق ضمَّهُ الورقُ

ففى عينيك يا أسما
يضيع الشاعرُ الوَثِقُ

......

أنا بينى وبين الحبِّ
جسرٌ فوق بحر الخوفْ

عليه أسير مُنفرداً
سأعبر دون صُحبة زيفْ

فلا كانوا لنا مطراً
و لا ظلاًّ بغيمةِ صيفْ

.....

على عتَبات نهديها
خلعتُ قصائدى الأولى

و حين ارتبتُ قالت كُنْ
تكنْ بالقلب مَوْصُولا

و عند الضمة الأولى
تَهاوى الشعر مقتولا

......

بطعم التوت يا أسما
و نكهةِ قبلة الأحبابْ

و رائحةِ اشتهاء الدفْء
وقت تجَمُّع الأصحابْ

عرفتُ الحبَّ كيف ينامُ
طفلاً تحت ظلِّ كتابْ

.....

قصور الشوق فى عينيك
تنتظر الفتى الأسمرْ

و لى فى الظلِّ أغنيةٌ
بخمر حُروفها أسكرْ

مضَى بى العمرُ
و الأغلال أحْجيةٌ و لم تُكسرْ

.....

بِوادى طُهركِ القدسىّ
آنستُ الهوى نارا

و حين تجلَّت الأنوارُ
خَرَّ القلبُ مُنْهارا

خلعتُ مجاوباً جسدى
و ما أدركتُ إبصارا

....

ستأخذنى إلى عينيكِ
ألفُ قصيدةٍ أخرى

لتتركنى بوادٍ غير ذى نومٍ
ولا ذكرى

و عند النظرة الأولى
أرى ينبوعكِ البِكرَا

.....

أنا أنتِ التى كانت
و فيكِ المنتهى سيكونْ

و طعمُ الصرخةِ الأولى
و ثورةُ طفلِكِ المكنونْ

أنا السرُّ الذى استخفى
بكاف المُبتدى والنُّونْ

.....

على أعتابكِ الخضراء
قمتُ مُصلِّيًا ناسِكْ

أنا المختارُ فى عينيكِ
ممزوجٌ بأنفاسِكْ

أنا النيل الطفولىُّ
الـمنابِعُهُ بإحساسِكْ

**********

محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــــــ