الثلاثاء، 24 أبريل 2012






عذرًا
ــــــــ


هارون
جئتُ إلى بلاطكَ حافيًا
أشكو إليك هزيمةَ الشعراءِ


فى كل جُحرٍ
أفرغوا نزواتهم
فغدَوا أراجيزًا بغير رداءِ


مُسِخوا دُمىً خشبيةً
و خيوطها
متشابكاتٌ فى يدٍ عمياءِ


كدنا نُحاكِم شاعرًا
فى عصركمْ
سفكَ القصيدَ بساحة الأمراءِ


ما بالُنا
والشعر أصبح خرقةً
ملقىً على الطرقات للسفهاءِ ؟


يا ابن الرشيدِ
إذا نظرت لحالنا
لعرفتَ أنَّكَ لم تَجُدْ بعطاءِ


شعراؤكم كالأنبياء
و ها هنا
شعراؤنا نقشٌ بنعل حذاءِ


يتزاحمون 
يُمثِّلون
و يرقصون
تَسوُّلًا لإشارة استرضاءِ


سكروا
فضاع العرش
و اغتصب القصيدَ أراذلٌ
من فاقة الجهلاءِ


تركوا مواقعهم
و كان عدوهم مُتربصًا
هُزموا بغير عناءِ


يا مُنصفَ الشعراء
قلعتنا هوتْ
و الحصن أمسى مرتعَ الغرباءِ


خربتْ نوادى شعرنا
و هياكلٌ
و البَغْىُ أعمل حقدَهُ بغباءِ


فى كلِّ ناصيةٍ
تقافز مدعٍ يحسو تراب القولِ
فى خُيلاءِ


و أميرةٌ عربيةٌ بنهودها
و نقودها
داستْ على الشرفاءِ


مأساتنا تُبكى الموات
و حيُّنا
لم يقشعِّرْ برعشة استحياءِ


عذرًا
لمن لم يقترفْ بقصيدهِ
جُرمًا 
و عذر السادة الأدباءِ


يا آخر الخلفاء
كيف نعيدهُ
شعرًا يليق بآخر الخلفاءِ ؟


******


محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق