الاثنين، 25 أكتوبر 2010

ديوان تراتيل العشق { إسمحـى لى }



إسمحى لى

صمت نهديك ِ
استحال إلى صراخ ٍ
قد تفجَّر فى سكاتى
إمنحينى اليوم حقـِّى
فى التمرِّد ِ
والتجـَرِّد ِ
من يقينى
من جميع المعطيات ِ
إسمحى لى
أن أعيد النبض َ
للَّيل المـُغرَّب ِ
من زمان المعجزات ِ
إسمحى لى
أن أواجه جيش خوفى
وانكسارى
وانتظارى
فى كهوف المفردات ِ
إسمحى لى اليوم
يا سمراء ُ
فى نهديك ِ
تبحر أمنياتى
إسمحى لى
فوق موجك أن أغنِّى اليوم
أعذب أغنيَاتى
إسمحى لى
أن أبعثر فى رياحك
همّ تاريخى
و أحزانى
و أسوأ ذكرياتى
إسمحى لى
أن أبيد مناهج اللغة القديمة
والدساتير العقيمة
والتقاليد السقيمة
فى صحارى الممكنات ِ
إننى ما زلت ُ
يا سمراء ُ
أبحث فيك عن لغة ٍ
بها أسمو على كل اللغات ِ
إفتحى لى
كل نافذة ٍ بروحك ِ
واحتوى شغفى
وصدق تأمـّلاتى
إسمحى لى
أن أغامرَ مُوغلا ً فى العمق ِ
مُجترءا ً
إلى حد انفلاتى
إسمحى لى
حين تعـْرُج بى شفاهك ِ
نحو سدرتها
أودِّع ما تبقى من حياتى
لا أفرِّق يا حبيبة ُ
حين أعتصر الدقائق
فى شفاهك
بين صحوى أو مماتى
إسمحى لى
أن أصالح َ فى زواياك المثيرة ِ
بين شيطانى
و إحكام الصلاة ِ
حين يغمرنى لهيبك
لا أفرِّق أين أرسو
فى جزيرة أنبياء ٍ
أو بصحراء الطغاة ِ
فوق فوقك ِ
بين بينك ِ
تحت تحتك ِ
لا أرانى
من غبار تقافزى شوقا ً
لنهرك ِ
واختراق حدود ذاتى

*******

محمـود السيد إسماعيـل



السبت، 23 أكتوبر 2010

ديوان تراتيل العشق { قبلـــــك }




قبلـــــك

أنا قبلك ِ
ما آمنــــت
و لا صدّقت
و لا توهمت الحب َّ
و لا العشق 
و لا جرّبت الغرام
سُهادا ً
و شرودا ً
و ضياعا ً فى المسافات
و لا تخيّلت امرأة ً
و لا أرهقت خيلى
باحثا ً
عن أرَقى
مُوغلا ً فى السراب
فى هجير الفلوات
و لا أنخت ُ راحلتى
تحت ظل ذكرىَ
و لا انكفأت ُ باكيا ً
و لا تعبَّدت ُ
أعواما ً
فى كهوف الظلمات
و لا تجرّعت مُتلذذا ً
مرار الفراق
و لا لأجل لقاء ٍ
أطلت ُ بمحراب الهوى
اعتكافى
و لا تضرّعت ُ
و لا ابتهلت
و لا رتّلت الصلوات
أنا قبلك ِ
ما أبحرت
و لا غامرت
و لا حاربت ُ من أجل قضية ْ
و لا استسلمت لنزوة ٍ
تأكلنى
و تمتصنى
كامرأة ٍ غجريّة ْ
أنا قبلك ِ
ما تعلّمت
و لا تخيّلت
كيف العشق ُ
يصير ضربا ً من جنون
كيف العشق
يصير سيّدا ً
مُستعبدا ً
يسخّر من أجلك ِ
المداد
و الليل
و النهار
و الفنون
يحفرون أرض اللغة ِ
ليصوغ لك ِ عقدا ً
من حروف الأبجدية ْ
************
محمــود إسماعيــل

الأحد، 17 أكتوبر 2010

ديوان تراتيل العشق { اليوم تنتحرين كبرا }








اليوم تنتحرين كبرًا

لا تحسبيني خاضعًا لهواكِ

مهما علتْ وتجبَّرتْ عيناكِ

أنا زائرٌ لفضاء مُلكك ساعةً
أنا طائرٌ لاينتمى لسماكِ
أنا لستُ ممن يسقطون صغيرتى
بفخاخ صيْدٍ أو بنصب شِراكِ
خَوْض المعاركِيا أميرةُ لُعبتى
وهوايتى سَيْرى على الأشواكِ
واجهتُ آلاف المعاركِ واحتوى
قلبى
جراحاتٍ تفوق رُؤاكِ
فلتحذرينىإننى مُتلهِّفٌ
لأخوض معركةً قضتْ بهلاكى
بالأمس كنتِ حليفتىولرايتى
كان انتماؤكِ
مُشرقًا بصباكِ
هل تذكرينكم ارتميتِ بأضلعى ؟
وكم ارتقى بتحالفى أبَواكِ ؟
 و دعوتنى لأجىءَ قصركِ زائرًا
وغمرتِ أوقاتىبفيض غُناكِ !
مَن ياتُرى طمَس البراءةَوافترى
زُورًا علىَّ
وعن هواكِ عماكِ ؟!
أنا ما أتيتُ إلى دياركِ غاصبًا
أو طامعًاأو طالبًا لرضاكِ
ولقد عرفتِ حضارتى أبنيتُها 
بحطام أحلامٍ لنهدٍ باكى ؟
مَن أوهموكِ صغيرتى بعداوتى
باعوا صكوك ولائهم لسواكِ

لا تطمعى أن أنحنى لك طفلتى
كَرهًا ستخضع لى حصونُ هواكِ

فلتحشدى جيشًا يضيق به المدىَ
واستنصرىالحِلفَ الذى يرعاكِ
ولتذبحى رُسل التفاوض واضربى
ولْتبدأى بهجومك الفتَّاكِ

وتحضَّرى لهزيمة محتومةٍ
وغياب شمس الحبِّعن دنياكِ
اليوم تنتحرين كبرًا يالتى 
أوُهِمْتِ أنِّى عاشقٌ إيَّاكِ

أخشى عليكِ غداة زحف جحافلى
أن تُستباح محارمٌ بحماكِ

وبسجن منفىَ كبريائكِ لا ترَىْ 
أحدًا تحطَّمَ قلبهُإلاَّكِ

أنتِ التى نبشتْ يداكِ تَجَبُّرى
وتحَفُّزى للثأرِما أغباكِ !

لَولا استمعتِلهمس قلبك  ساعةً
ما كان حمقكِ فى الهلاك رماكِ

وسترحلين بدون موكبكِ الذى
ماعاد يؤمنُ 
فى احتمال بقاكِ

فلتحبسى الدمع العزيز مليكتى
لغدٍ  طويلٍفى دُجى شكواكِ

اليوم أجلس فوق عرشك فاتحًا
وتَزِينُ راياتى حدود مَداكِ

وسيذكر التاريخُ كيف حضارتى
أحيتْ روافدها جفاف رُباكِ

*********
 محمود إسماعيل



الأحد، 10 أكتوبر 2010

ديوان تراتيل العشق { أنهار حبى أنت منبعها }




أنهار حبى أنت منبعها

وبدون أنْ أدرى ِ و أنْ أشعـــــــــــرْ
شغفا ً سرتْ روحى إلى الدفتـــــــــرْ

وقفتْ تُحدّقُ فى جوانبــــــــــــــــــه ِ
لتعيدَ ترتيب الذى بُعثـــــــــــــــــــرْ

عبثا ً ترى شمسا ً فتدفئهـــــــــــــا
لرضاك أمّى هل هنا مَعْبـَـــــــــــــرْ ؟

قلّبتُ صفْحاتى بلا ســـــــــــــــــــأم ٍ
ورجوتها ألفا ً ولم أضجـُــــــــــــــرْ

تشتاق روحى الدفءَ يا أمّـــــــــــى
ولدفءِ صدرك شوقـُها أكثــــــــــــرْ

الشدو يا أمّى  بلا قــــــــــــــــــــدم ٍ
يجثو جريحا ً فى دُجَى الأسْطـُـــــــرْ

وجوارحى يجتاحُها ألـــــــــــــــــم ٌ
ومشاعرى كُسرتْ ولم تُجبـــــــــــرْ

فلتغفرى أمّاهُ معصيتـــــــــــــــــــى
ولتنزلينى نهرَك الكوْثـــــــــــــــــرْ

آه ٍ على أيامىَ الأولــــــــــــــــــــى
فى حضنك المترامىَ الأكبـــــــــــرْ

وتَهدهُدى وتنعُّمى لعِبـــــــــــــــــا ً
وخفوقُ قلبك كلّما كبَّــــــــــــــــــرْ

أشبعتِنى حبا ً حلاوتــُــــــــــــــــهُ
ما خطَّها قلم ٌ وما عبَّـــــــــــــــــرْ

وبشدوك الرقراق ِ كم طَربــــــــتْ
روحى وعذب ِ حديثك الأشعـــــرْ

يا طِيبَ نفس ٍ حين تغمرنــــــــى
يا طِيبَ أنفاس ٍ هى العنبــــــــــرْ

يا مُلتقىَ نهرين ماؤُهمــــــــــــــا
عذب ٌ وحلو مذاقه يُسكـــــــــــــرْ

أهواك ِ كم أهواك ِ يا أمّــــــــــى
أصبحتُ كيف أبا ً لم أكبــــــــرْ ؟

أهدابُ عينيكِ احتوتْ شجنـِــــى
وسفوحك الغنَّاء لم تفتـُــــــــــــرْ

وَلَدِى يرانى كلَّ غايتـــــــــــــه ِ
وأنا بعينك طفلك ِالأصغــــــــــرْ

ما زالتْ الأحلامُ يرفعنـــــــــى
معراجُها ليلا ً ولم أعثـــــــــــرْ

لجنانك الرضوانُ يدخلنـــــــــــى
بشفاعة ٍ من قلبك الأخضـــــــــرْ

ولأجل عينيك التى دمعــــــــــتْ
بالحبِّ ذنبى اليومَ قد يُغفــــــــــر

إنِّى أحبّك رغم أنــــــــــــــــــواء ٍ
جاهدتها دهرا ً ولم أقـــــــــــــدرْ

هلاَّ لمست ِ قفار إحساســـــــــى ؟
فلكم أحلت ِ رمالها بَيْــــــــــــــدرْ

ويَهلُّ وجهك فى دُجى شجنــــى
بدرا ً بأرجائى إذا يظهــــــــــرْ

وتُحيطنى دفئا ً بنشوتهـــــــــــا
شمسُ ابتسامتك التى تُسفـــــــرْ

إنْ تلمسِى بيديكِ أغنيتــــــــــى
يَضحَى ترابُ حُروفها جوهـــرْ

يا ليتنى ما زلتُ يا أمّـــــــــــى
ألهو بحِجر حنانك المرمــــــــرْ

أشتاق نبضا ً كم سرَى نغمــــا ً
أشتاق بهوَ جبينك الأسمــــــــرْ

أشتاق صمتى فى رحاب يــــد ٍ
هىَ سرّ أسرارى وما أجهـــــرْ

أنهارُ حبّى أنت ِ منبعهــــــــــا
وبكِ الخريفُ بأضلعى أزهـــرْ

وشجيْرة التحنان فى قلبـــــــى
مروية ٌ بحنانك الأنــــــــــــورْ

يا مَن أقلّبُ فى صحائفهــــــــا
فأعود غُُصنا ً بالمُنىَ أثمــــــرْ

وإذا تجلَّتْ روحك الأسمَـــــى
بىَ عدتُ نهرا ً قبلُ ما عُكِّـــرْ

فلتمْدُدى قدما ً أقبّلــُـــــــــــــــهُ
علِّى ِ أفوز بما به ِ استأثـــــــرْ

************

محمـــود اسماعيــل