أنهار حبى أنت منبعها
وبدون أنْ أدرى ِ و أنْ أشعـــــــــــرْ
شغفا ً سرتْ روحى إلى الدفتـــــــــرْ
وقفتْ تُحدّقُ فى جوانبــــــــــــــــــه ِ
لتعيدَ ترتيب الذى بُعثـــــــــــــــــــرْ
عبثا ً ترى شمسا ً فتدفئهـــــــــــــا
لرضاك أمّى هل هنا مَعْبـَـــــــــــــرْ ؟
قلّبتُ صفْحاتى بلا ســـــــــــــــــــأم ٍ
ورجوتها ألفا ً ولم أضجـُــــــــــــــرْ
تشتاق روحى الدفءَ يا أمّـــــــــــى
ولدفءِ صدرك شوقـُها أكثــــــــــــرْ
الشدو يا أمّى بلا قــــــــــــــــــــدم ٍ
يجثو جريحا ً فى دُجَى الأسْطـُـــــــرْ
وجوارحى يجتاحُها ألـــــــــــــــــم ٌ
ومشاعرى كُسرتْ ولم تُجبـــــــــــرْ
فلتغفرى أمّاهُ معصيتـــــــــــــــــــى
ولتنزلينى نهرَك الكوْثـــــــــــــــــرْ
آه ٍ على أيامىَ الأولــــــــــــــــــــى
فى حضنك المترامىَ الأكبـــــــــــرْ
وتَهدهُدى وتنعُّمى لعِبـــــــــــــــــا ً
وخفوقُ قلبك كلّما كبَّــــــــــــــــــرْ
أشبعتِنى حبا ً حلاوتــُــــــــــــــــهُ
ما خطَّها قلم ٌ وما عبَّـــــــــــــــــرْ
وبشدوك الرقراق ِ كم طَربــــــــتْ
روحى وعذب ِ حديثك الأشعـــــرْ
يا طِيبَ نفس ٍ حين تغمرنــــــــى
يا طِيبَ أنفاس ٍ هى العنبــــــــــرْ
يا مُلتقىَ نهرين ماؤُهمــــــــــــــا
عذب ٌ وحلو مذاقه يُسكـــــــــــــرْ
أهواك ِ كم أهواك ِ يا أمّــــــــــى
أصبحتُ كيف أبا ً لم أكبــــــــرْ ؟
أهدابُ عينيكِ احتوتْ شجنـِــــى
وسفوحك الغنَّاء لم تفتـُــــــــــــرْ
وَلَدِى يرانى كلَّ غايتـــــــــــــه ِ
وأنا بعينك طفلك ِالأصغــــــــــرْ
ما زالتْ الأحلامُ يرفعنـــــــــى
معراجُها ليلا ً ولم أعثـــــــــــرْ
لجنانك الرضوانُ يدخلنـــــــــــى
بشفاعة ٍ من قلبك الأخضـــــــــرْ
ولأجل عينيك التى دمعــــــــــتْ
بالحبِّ ذنبى اليومَ قد يُغفــــــــــر
إنِّى أحبّك رغم أنــــــــــــــــــواء ٍ
جاهدتها دهرا ً ولم أقـــــــــــــدرْ
هلاَّ لمست ِ قفار إحساســـــــــى ؟
فلكم أحلت ِ رمالها بَيْــــــــــــــدرْ
ويَهلُّ وجهك فى دُجى شجنــــى
بدرا ً بأرجائى إذا يظهــــــــــرْ
وتُحيطنى دفئا ً بنشوتهـــــــــــا
شمسُ ابتسامتك التى تُسفـــــــرْ
إنْ تلمسِى بيديكِ أغنيتــــــــــى
يَضحَى ترابُ حُروفها جوهـــرْ
يا ليتنى ما زلتُ يا أمّـــــــــــى
ألهو بحِجر حنانك المرمــــــــرْ
أشتاق نبضا ً كم سرَى نغمــــا ً
أشتاق بهوَ جبينك الأسمــــــــرْ
أشتاق صمتى فى رحاب يــــد ٍ
هىَ سرّ أسرارى وما أجهـــــرْ
أنهارُ حبّى أنت ِ منبعهــــــــــا
وبكِ الخريفُ بأضلعى أزهـــرْ
وشجيْرة التحنان فى قلبـــــــى
مروية ٌ بحنانك الأنــــــــــــورْ
يا مَن أقلّبُ فى صحائفهــــــــا
فأعود غُُصنا ً بالمُنىَ أثمــــــرْ
وإذا تجلَّتْ روحك الأسمَـــــى
بىَ عدتُ نهرا ً قبلُ ما عُكِّـــرْ
فلتمْدُدى قدما ً أقبّلــُـــــــــــــــهُ
علِّى ِ أفوز بما به ِ استأثـــــــرْ
************
محمـــود اسماعيــل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق