الاثنين، 2 أبريل 2012

تراتيل العشق


ما تيَسَّر من ....
تراتيل العشق
ـــــــــــــــــــ


.....

سأنشىءُ جنةً للحبِّ
مكتوبٌ على الأبوابْ

بها عينان من وَلَهٍ
و غسلٌ باردٌ و شرابْ

و شِعرٌ خمرهُ حلْوٌ
و مقصورٌ على الأحبابْ

......

أخوضُ البحرَ فى عينيكِ
مجترءًا فلستُ أخافْ

أنا البحَّارُ يا أسما
سفينى الحبُّ و المجدافْ

سِمانٌ كل أحلامى
و شِعرى ليس فيه عجافْ

..........

حملتكَ بين أحضانى
سبَحتُ مخاطرًا فى اليمْ

أنا التابوت يا موسى
أتذكرنى ؟ و هل تهتمْ ؟

فمَنْ أنجيتَهم عادوا
و عاثوا فى الديار و كمْ

........

أعضُّ عليكَ من غَيْظى
فلا يا إصبعى تفْزعْ

تُطاوعُ غضبتى سِنِّى
فكنْ يا صاحبى أطْوَعْ

تَولَّى أمرَنا قَدَرٌ
مِن الأحزان لا يَشبَعْ

.....

سأضربُ تارةً أخرى
برأسى فى أشدِّ جدارْ

أنا مَن بعتهم قدرى
فكانوا أسفل التجارْ

سماسرةٌ بلا شرفٍ
بضاعتهم هوىً وخُوَارْ

.....

أنا يا صاحبى وطنٌ
مُشوَّهةٌ ملامحُهُ

و نيلٌ لم يعدْ عذبًا
فأحزانى تُمَلِّحُهُ

و جِذعٌ جفَّ أخضّرُهُ
فقلْ لى كيف تُفلِحُهُ ؟

......

على أبوابها أرَقٌ
و حرَّاسٌ بغير سلاحْ

و ليلٌ ما لهُ قمرٌ
و شمسٌ عاقرٌ و نواحُ

و دارٌ ليس يسكنها
سوى جمعٍ من الأشباحْ

.....

عليك تحطُّ أحلامٌ
و ترحل عنكَ لا تشفيكْ

و نَفْسُ البنت لم تبرحْ
بمسكنها الذى يبقيكْ

و نَفْسُ الجرح لم يبرأْ
و طير الشوق يأكلُ فيكْ

.....

يقول الفارسُ المهزومُ
لمَّا عاود الكَرَّهْ

و لم يظفرْ بما يرضيهِ
مِن صيدٍ و لا مَرَّه

لعلَّ النحسَ فى فرسى
فعاودَ راكبًا غيرَهْ

....

أسيرُ الضمةِ الأُولى
لنهدٍ قاربَ العشرينْ

و كنتُ ابنَ انفلاتاتى
صبيّـًا غارقًا فى اللِّينْ

و ما زالت بنشوتها
تُرافقنى إلى الخمسينْ

....

على شُرُفات أحزانى
تنَزَّلَ طيفها بالسلمْ

و أغنيةٍ بناى القلب
تفتح مُدخلًا للحلمْ

و فى لحظات نشوتنا
برُوحَينا تلاشى الغيمْ

.....

أنا ابنُ التسعِ آياتٍ
و بيِّنَـتى بنهر النيلْ

و قلبى خِرقةُ البردِى
و سَعْفٌ من جريد نخيلْ

مِدادى الآيةُ الكبرى
و مِشكاتى من التنزيلْ

.....

سأُنزل آيةً أخرى
تضىء بسحرها الآياتْ

و تبطلُ كل ما صنعوا
ويلقفُ صدقُها الحياتْ

سأضرب بالعصى بحراً
فينفلقُ الدُجى طرقاتْ

....

تمرُّ علىَّ كل صباحِ
مثل أميرة الأربابْ

تُوزِّع خبزَها الروحىَّ
للجَوْعَى من الأحبابْ

تسوقُ الشِعرَ لى مطرًا
و ترزقنى بغير حسابْ

.....

رأيتُ حبيبتى فى النهر
تسبح فى ضفائرِها

كلؤلؤةٍ بحجم الكون
تخطف عينَ ناظرِها

همَمتُ بلمسها ذابتْ
لأغرق فى دوائرِها

....

و قالت هل تلاقينا
هناك وهل تعارفنا ؟

و هل كانت لنا دارٌ
هناك وهل تعانقنا ؟

فقلتُ سكرتِ من روحى
و شئتُ فكان ما شئنا

....

تقول بكم تبيع رفاتِ
هذا القلب للشارى ؟

ليصبحَ دفترَ الأشعارِ
مِثقالًا بدينارِ

فقلتُ مَعاذ أنْ أحيا
بلا قلبى و أشعارى

.....

لها عينان مذهلتان
أوركيديةُ الطَلَّهْ

تنام بشَعرها الأحلام
أطفالًا بلا حُلَّهْ

و لى قلبٌ يفارقنى
إليها كلَّما ولَّهْ

.....

أرتِّلُ آىَ أشواقى
بلا سأَمٍ و لا نصَبِ

و لى فى الضفة الأخرى
جنانٌ طرْحُها تعبى

و أنهارٌ بطعم الصبر
غدَّاقٌ بلا سُحبِ

....

أنا و العشق لؤلؤتان
فى عِقد الرؤى المفقودْ

و أنتِ القبلةُ الأولى
نُوَلِّى شَطرها و نعودْ

أظلُّ إليك متجهاً
و أشعارى بغير سجودْ

.....

بألف طريقةٍ أخرى
سأعرُج للسماء أبىّْ

سأخرقُ فُلكَ أحزانى
و أقتلُ ألفَ ألفِ صبىّْ

أقيمُ جدارَ أحلامى
و إنْ بخلتْ بقلب نبىّْ

.....

على إيقاع ضحكتها
و مشيتها الفراغ اختلّْ

و ضاءت فانتشى قلبى
بمقدم جيشها المحتلّْ

ذبيحٌ ـ و الهوى قدرٌ ـ
لسكين الهوى قد تَلّْ

.....

بطول الشارع الممتد
من عينى لعينيها

و فوق رصيف أشواقى
و تحت ظلال كفَّيها

أقمت موائدًا للحبِّ
فى ساحات نهديها

.....

بحقِّ النور فى قلبى
و ما فى الروح أضرمتِ

لأنسلخنَّ من جسدى
ليسكنَ كهفَهُ صمتى

و أسكنَ جوف أغنيةٍ
تكون حروفها أنتِ

.....

و قالت هِئتُ يا شَغَفى
فقال لربِّهِ إلَّا

و قالت نسوةٌ أكْبَرنَهُ
قمرٌ إذا طلَّا

و قالوا ضلَّ بالإغواء
قال قميصُهُ كلَّا

.....

إذا قالت يقوم الشعر
رَكْضًا فى معانيها

و تهمس فى خواطرهِ
فيشرد فى ضواحيها

و قلب الشاعر المسكين
يحلم لو يدانيها

.....

بعينيها يجىء الفجر
مثل الطفل حين يجىءْ

يضىء فراشها همساً
بنورٍ ناعمٍ و بطىءْ

تُرى لو طرف إصبعها
بليلٍ حالكٍ سيضىءْ

.....

إذا مرَّتْ على جسدى
أذاب الملحَ ماءُ النبعْ

أعود للحظة الميلاد
منتشياً بهذا الوضعْ

يظل الغيثُ مُنهمراً
على روحى ليالٍ سبعْ

.....

بغار الشعر يا أسماءُ
شاء العشق أنْ أصبأْ

و كل جوارحى بكرٌ
و قلبٌ بعدُ ما أخطأْ

أنا الأمىُّ فى لغة الغرامِ
فكيف لى أقرأْ ؟

.....

بشاطئك الرحيب أقمتُ
لا خوفٌ ولا أرقُ

و من شفتيك قَطْرُ الشعر
يعشق ضمَّهُ الورقُ

ففى عينيك يا أسما
يضيع الشاعرُ الوَثِقُ

......

أنا بينى وبين الحبِّ
جسرٌ فوق بحر الخوفْ

عليه أسير مُنفرداً
سأعبر دون صُحبة زيفْ

فلا كانوا لنا مطراً
و لا ظلاًّ بغيمةِ صيفْ

.....

على عتَبات نهديها
خلعتُ قصائدى الأولى

و حين ارتبتُ قالت كُنْ
تكنْ بالقلب مَوْصُولا

و عند الضمة الأولى
تَهاوى الشعر مقتولا

......

بطعم التوت يا أسما
و نكهةِ قبلة الأحبابْ

و رائحةِ اشتهاء الدفْء
وقت تجَمُّع الأصحابْ

عرفتُ الحبَّ كيف ينامُ
طفلاً تحت ظلِّ كتابْ

.....

قصور الشوق فى عينيك
تنتظر الفتى الأسمرْ

و لى فى الظلِّ أغنيةٌ
بخمر حُروفها أسكرْ

مضَى بى العمرُ
و الأغلال أحْجيةٌ و لم تُكسرْ

.....

بِوادى طُهركِ القدسىّ
آنستُ الهوى نارا

و حين تجلَّت الأنوارُ
خَرَّ القلبُ مُنْهارا

خلعتُ مجاوباً جسدى
و ما أدركتُ إبصارا

....

ستأخذنى إلى عينيكِ
ألفُ قصيدةٍ أخرى

لتتركنى بوادٍ غير ذى نومٍ
ولا ذكرى

و عند النظرة الأولى
أرى ينبوعكِ البِكرَا

.....

أنا أنتِ التى كانت
و فيكِ المنتهى سيكونْ

و طعمُ الصرخةِ الأولى
و ثورةُ طفلِكِ المكنونْ

أنا السرُّ الذى استخفى
بكاف المُبتدى والنُّونْ

.....

على أعتابكِ الخضراء
قمتُ مُصلِّيًا ناسِكْ

أنا المختارُ فى عينيكِ
ممزوجٌ بأنفاسِكْ

أنا النيل الطفولىُّ
الـمنابِعُهُ بإحساسِكْ

**********

محمود السيد إسماعيل
ـــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق