الجمعة، 1 سبتمبر 2017

إسراء

كشفتْ - وما انكشَفتْ - فضول ردائي
فعلتْ - وما استعلتْ - بفضل حيائي
منذ استلمتُ بريدها من سالفٍ
والرُّوح لم تبرحْ فضا عليائي
فكمنْ على الأعراف؛ بين نعيمها
وعذابها راضٍ بأي قضاءِ
عامان لمَّا أسترِحْ، ومشاعري
لمَّا احترقتُ بها أضأتُ سمائي
...
هذي القصائدُ لم تَكُ الأولى؛ لها
فاض الغناء بساحة الشعراءِ
المثقلون من الحنين، تحيطهم
طير الغياب ووحشة الصحراءِ
والعاشقون على صعيدٍ واحدٍ
مُثَّاقلون على الطريق ورائي
وأنا أحثُّ الخطوَ، علَّ بلوغها
قبل الغروب يكون سرَّ شفائي
....
أمَّا بها من رِقَّةٍ؛ ما مسَّني
منها أعاد النبض في أرجائي
فسريتُ من أقصى الحياة لقربها
مستلهِمًا للوحي من إسرائي
حتى تمايزتِ الرُّؤى، واستحضرتْ
في الرُّوح أسرارٌ فشفَّ غطائي
تلك البريئة في سطور حكايةٍ
أبطالها رسمٌ من الحِنَّاءِ
......
لمَّا خبوتُ، وشعلتي منهوكةً
مالت بشعلتها تزيد ضيائي
لمَّا انكسرتُ، وقامتي معوَجَّةً
جاءت بحكمتها تقيم بنائي
عامان لا مطرٌ، ولا شجرٌ به
أنثى يثير مذاقُها إغرائي
حتى تراءى طيفها، من حينها
تُروى صحاري العاشقين بمائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق