الثلاثاء، 16 نوفمبر 2010

ديوان تراتيل العشق { محـال فى أوطانـى }


محـــال ٌ فى أوطانى
أعلم أنك تحتاجين
لقلب ٍ من نور ٍ علوى ٍّ
يسكن فى عرش الرحمن ِ
لا قلبا ً خُلِّق َ من طين
أعلم أنى فى عينيك ِ
غريب ٌ
منبوذ البلدان ِ
أعلم أنى 
فى عرف ملايين الموتى
مطرود ٌ من أرض الخلد ِ
أعانى أمراض العصيان ِ
أعلم أنى
فى شرع بلادى العربية ْ
والأخلاق التهويمية ْ
والأفكار الهيستيرية ْ
إرهابىٌّ
أخفى بين رموشى الخنجر ْ
ألقى من عينَيىَّ قنابل
أصنعها من فيض حنانى
بين سنابل شعرى
أزرع ألغام الأحزان ِ
أنقش فوق حوائط قهرى
ظلم جموح الجلاَّدين
وإفك أساطير السلطان ِ
أعلم أنك ِ مثلى
ثكلى َ
مصلوب ٌ نهدك ِ 
مصلوب ٌ
فوق صليب القِدَّيسين
وفوق تخاريف الرهبان ِ
أعلم أنى
لست ُ الفارس
لست ُ الحارس
للأحلام
لست ُ الكافل للأيتام
أنَّ حصانى صار هزيلا ً
فى صحراء الوجد يعانى
أعلم أنى
فى معركتى 
لست ُ الفائز فى الميدان ِ
أعلم أنى 
دون هويّة ْ
أرحل وحدى
أبحث فى أرض ٍ منسيّة ْ
عن أنثى 
ليستْ مرئيّة ْ
أرحل وحدى
ابحث فى أرض الأبديةْ
عن معنى ً لاسم الحرية ْ
وحدى 
مشروخ الوجدان ِ
أعلم كيف تموت البسمة ُ
فى أول يوم  ٍ للعيد ْ
أعلم كيف نرتل ُ
رغما ً عنّا
سِفر أناشيد التعبيد ْ
أعلم كيف الوردة ُ
حتى الوردة ُ
تشكو من ظلم الأغصان ِ
كيف يتيه ُ بأرض المعنى
الحرف ُ
ويرجع بالحرمان ِ
أعلم أن سماء بلادى
لن تمطرنا 
غير سراب ْ
أن ربيع بلادى 
صار ضباب ْ
أعلم أنَّ الوادى الخصب ِ
اليوم َ خراب ْ
أنَّ النهر برغم غزارة مائه ِ
يشكو الحرقة َ
فى نهد امرأة ٍ ظمآن ِ
أعلم خوفك من أشعارى
من أمطارى
من إصرارى
أعلم خوفك من شيطانى
أعلم خوفك من نهديك ِ
إذا ما اندسَّا 
فى أحضانى
اعلم أنك تحتاجين
إلى بحار ٍ
يعلم خارطة الشطآن ِ
و أنا موج ٌ 
لا يرتاح إلى شطآن ِ
أعلم خوفك ِ 
حين أهاجر فى عينيك
بلا رفقاء َ
بلا رُبَّان ِ
أعلم خوفك ِ
حين يحاصر ُ شوقُك ِ خوفَك ِ
حين رعودى 
تمحو صمتك ِ
حين يُهيّج برقى مَدَّك ِ
فتُثارين كما بركان ِ
أعلم كيف الحب ُّ
يصير لقيطا ً للأرصفة ِ
وخلف زجاج السيارات 
تسول مبتور السيقان ِ
أعلم كيف يموت الحب ُّ
بثالث يوم  ٍ للميلاد ِ
وأعرف كيف سماء بلادى
صارت مأوى للغربان ِ
اعلم كيف ذبحنا الحب َّ
على الطرقات ِ
وفى العينين ِ
وفى الحانات ِ
وفى الشفتين ِ
وفى الخدين ِ
وفى الإنجيل ِ
وفى التوراة ِ
وفى القرآن ِ
أعلم يامن تحتاجين 
لحب ٍّ من قلب ٍ متفان ِ
أعلم ُ
أن َّ الحب َّ مُحال ٌ فى أوطانى

***********

محمـــود السيد إسماعيــل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق