عذرًا
ــــــــ
هارون
جئتُ إلى بلاطكَ حافيًا
أشكو إليك هزيمةَ الشعراءِ
فى كل جُحرٍ
أفرغوا نزواتهم
فغدَوا أراجيزًا بغير رداءِ
مُسِخوا دُمىً خشبيةً
و خيوطها
متشابكاتٌ فى يدٍ عمياءِ
كدنا نُحاكِم شاعرًا
فى عصركمْ
سفكَ القصيدَ بساحة الأمراءِ
ما بالُنا
والشعر أصبح خرقةً
ملقىً على الطرقات للسفهاءِ ؟
يا ابن الرشيدِ
إذا نظرت لحالنا
لعرفتَ أنَّكَ لم تَجُدْ بعطاءِ
شعراؤكم كالأنبياء
و ها هنا
شعراؤنا نقشٌ بنعل حذاءِ
يتزاحمون
يُمثِّلون
و يرقصون
تَسوُّلًا لإشارة استرضاءِ
سكروا
فضاع العرش
و اغتصب القصيدَ أراذلٌ
من فاقة الجهلاءِ
تركوا مواقعهم
و كان عدوهم مُتربصًا
هُزموا بغير عناءِ
يا مُنصفَ الشعراء
قلعتنا هوتْ
و الحصن أمسى مرتعَ الغرباءِ
خربتْ نوادى شعرنا
و هياكلٌ
و البَغْىُ أعمل حقدَهُ بغباءِ
فى كلِّ ناصيةٍ
تقافز مدعٍ يحسو تراب القولِ
فى خُيلاءِ
و أميرةٌ عربيةٌ بنهودها
و نقودها
داستْ على الشرفاءِ
مأساتنا تُبكى الموات
و حيُّنا
لم يقشعِّرْ برعشة استحياءِ
عذرًا
لمن لم يقترفْ بقصيدهِ
جُرمًا
و عذر السادة الأدباءِ
يا آخر الخلفاء
كيف نعيدهُ
شعرًا يليق بآخر الخلفاءِ ؟
******
محمود السيد إسماعيل
ــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق